ومن يستغن يغنه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد رسول الله وبعد:
أخي
المسلم
أخي
المبتلى بالفقر وكلنا إلى الله فقير
أخي
المغترب عن وطنه والبعيد عن أهله، وكلنا في هذه الدنيا غريب
استغن بالله واستعن به وتوكل عليه وثق بوعده:
ومن يتق الله يجعل له مخرجا
ويرزقه من حيث لا يحتسب
ومن يتوكل على الله فهو حسبه
واعلم أنك في هذه الدنيا مبتلى
إنها سجن المؤمن
والسجين لا تتحقق له الأماني إلا قليل وللقليل فقط
أم للإنسان ما تمنى
فلله الآخرة والأولى
كن عزيز النفس
تعش
سعيدا
وتمت
كريما
احترم نفسك يحترمك الناس
وصنها عن الذل يكرمك الناس
توقيرا لذاتك واحتراما لنفسك من نفسك
وقديما قيل:
ومَن لم يُكَرِّمْ نَفسَهُ لم يُكَرَّمِ
وفي الصحيحين
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، رضي الله عنه أَنَّ نَاسًا مِنَ الْأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ، حَتَّى إِذَا نَفِدَ مَا عِنْدَهُ قَالَ:
وقديما قيل:
ومَن لم يُكَرِّمْ نَفسَهُ لم يُكَرَّمِ
وفي الصحيحين
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، رضي الله عنه أَنَّ نَاسًا مِنَ الْأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ، حَتَّى إِذَا نَفِدَ مَا عِنْدَهُ قَالَ:
مَا
يَكُنْ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ،
وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ،
وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ،
وَمَنْ يَصْبِرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ،
وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِنْ عَطَاءٍ خَيْرٌ وَأَوْسَعُ مِنَ الصَّبْرِ
وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ،
وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ،
وَمَنْ يَصْبِرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ،
وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِنْ عَطَاءٍ خَيْرٌ وَأَوْسَعُ مِنَ الصَّبْرِ
وبذلك تغنى الشعراء:
قال هبة الله بن سناء الملك المتوفى سنة 235 هـ:
وأظمأ إن أبدى ليَ الماءُ منَّة ... ولو كان لي نهرُ المجرة موردا
ولو كان إدراك الهدى بتذلُّل ... رأيت الهدى ألا أميلَ إلى الهدى
وأظمأ إن أبدى ليَ الماءُ منَّة ... ولو كان لي نهرُ المجرة موردا
ولو كان إدراك الهدى بتذلُّل ... رأيت الهدى ألا أميلَ إلى الهدى
مع تحفظنا على قوله ولوكان إدراك ...، فليس في اتباع الهدى من ذلة ولكنها مبالغة الشعراء
وقال عنترة
لا تستقني ماءَ الحياة بذلّة ... بل فاسقني بالعزّ كأس الحنظل
ماءُ الحياة بذلّةٍ كجهنّمٍ ... وجهنّمٌ بالعزّ أطيب منزل
أقول: بل نعوذ بالله من النار فإنها بئس القرار
وقال المتنبي:
إِذا كنتَ ترضى أن تعيشَ بذلةٍ ... فلا تسعدن الحُسامَ اليمانيا
فلا ينفعُ الأسدَ الحياءُ من الطَّوى ... ولا تُتقى حتى تكونَ ضواريا
وقال أسامة بن منقذ
علامَ أخضعُ في الدنيا لمن رفعتْ ... وما بأيديهم رزقي ولا أجلي
ما قرَ اللَّهُ لا أستطيعُ أدفعهُ ... وما لهم في سوى المقدور من عمل
وقال الرصافي البلنسي
صونُ الفتى وجههُ أبقى لهمتهِ ... والرزقُ جارٍ على حدٍ ومِقْدار
وقال الرصافي البلنسي
كلُّ الفضائلِ بعدَ العز ضائعةٌ ... أمانةُ الكلبِ لم تشفَعْ بذلته
وقال الشريف العقيلي
المرءُ يرفعُ نفسَهُ ويهينُها ... ويزينُها بفعالِه ويشينهُا
فإذا أهانَ المرءُ عندَكَ نفسَه ... فارغبْ بنفسِكَ أن يهانَ مصونُها
وقال شاعر
نفسَكَ أكرمها فإِنك إن تهُنْ ... عليكَ فلن تلقى لها الدهرَ مكرما
وقال القروي
إِذا ما أهان امرؤٌ نفسَهُ ... فلا أكرمَ اللَّهُ من يكرمهُ
وقال القروي أيضا:
لا ترضَ صَفْعاً ولو من كفَّ والدةٍ ... ما قالَ ربُّكَ أن يُستعبدَ الولدُ
ما أبعدَ العزَّ عن بيتٍ وعن وطنٍ ... بالذلِّ فيه تربي الأمُّ من تلدُ
أسمى التعاليمِ ما ترضى العقولُ به ... ويطمئنُّ إِليه الروحُ والجسدُ
إِذا استمرَّ على حملِ الأذى أسدٌ ... تنسى الكلابُ ويُنسى أنه الأسدُ
وقال علي بن مقرب:
وللموتُ أحلى من حياةٍ ببلدةٍ ... يرى الحُرُّ فيها الغبنَ ممن يشاكلهْ
وقال علي بن مقرم:
لا يقبلُ الضيمَ إِلا عاجزٌ ضَرِعٌ ... إِذا رأى الشرَّ يغلي قدرُه وجما
وذو النباهةِ لا يرضى بمنقصةٍ ... لو لم يجدْ غير أطرافِ القنا عصما
وذو الدناءةِ لو مَزَّقْتَ جلدتَه ... بشفرةِ الضيمِ لم يحسسْ لها ألما
وقال شاعر:
رضيتُ ببعضِ الذلِّ خوفَ جميعِه ... كذلك بعضُ الشرِّ أهونُ من بعض
وقال المتنبي:
من يهنْ يسهلِ الهوانُ عليه ... ما لجرحٍ بميتٍ إِيلامُ
وقال عبد القدوس:
إِذا ما أهنتَ النفسَ لم تلق مكرماً ... لها بعد ما عرَّضتها لهوان
ثم اعلم أن أساس ذل النفس حب الدنيا وإيثارها
والركون إلى أهلها
والنظر إلى ما في أيدي الناس
والتداين منهم
فاستعمل قول الحكيم:
استغن ما أغناك ربك بالغنى وإذا تصبك خصاصة فتجملِ
اللهم وفقنا لهداك واغننا بفضلك عمن سواك