الاثنين، 29 أبريل 2013

الأصول الستة وواقع المسلمين اليوم
إقرأ أخي المسلم هذه الرسالة النافعة من تأليف شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وتأمل مدى حاجة الناس اليوم إلى التذكير بها


ﭒ ﭓ ﭔ

قال الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:

من أعجب العجاب، وأكبر الآيات الدالات على قدرة الملك الغلاب ستة أصول بينها الله تعالى بياناً واضحاً للعوام فوق ما يظنه الظانون، ثم بعد هذا غلط فيها كثير من أذكياء العالم وعقلاء بني آدم إلا أقل القليل.

1)   الأصل الأول: إخلاص الدين لله تعالى وحده لا شريك له، وبيان ضده الذي هو الشرك بالله، وكون أكثر القرآن في بيان هذا الأصل من وجوه شتى بكلام يفهمه أبلد العامة، ثم لما صار على أكثر الأمة ما صار، أظهر لهم الشيطان الإخلاص في صورة تنقص الصالحين والتقصير في حقهم، وأظهر لهم الشرك بالله في صورة محبة الصالحين وأتباعهم.

2)   الأصل الثاني: أمر الله بالاجتماع في الدين ونهى عن التفرق فيه،

فبين الله هذا بياناً شافياً كافيا تفهمه العوام، ونهانا أن نكون كالذين تفرقوا واختلفوا قبلنا فهلكوا، وذكر أنه أمر المسلمين بالاجتماع في الدين ونهاهم عن التفرق فيه، ويزيده وضوحاً ما وردت به السنة من العجب العجاب في ذلك، ثم صار الأمر إلى أن الافتراق في أصول الدين وفروعه هو العلم والفقه في الدين، وصار الأمر بالاجتماع في الدين لا يقوله إلا زنديق أو مجنون.

3)   الأصل الثالث: أن من تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تأمر علينا ولو كان عبداً حبشياً، فبين الله هذا بياناً شافياً كافياً بوجوه من أنواع البيان شرعاً وقدراً، ثم صار هذا الأصل لا يعرف عند أكثر من يدعي العلم فكيف العمل به.

 

4)   الأصل الرابع: بيان العلم والعلماء، والفقه والفقهاء، وبيان من تشبه بهم وليس منهم، وقد بين الله تعالى هذا الأصل في أول سورة البقرة، من قوله:    (البقرة: ٤٠) إلى قوله قبل ذكر إبراهيم:  (البقرة: ١٢٢). كالآية الأولى.

ويزيده وضوحاً: ما صرحت به السنة في هذا من الكلام الكثير البين الواضح للعامي البليد، ثم صار هذا أغرب الأشياء، وصار العلم والفقه هو البدع والضلالات، وخيار ما عندهم لبس الحق بالباطل، وصار العلم الذي فرضه الله تعالى على الخلق ومدحه لا يتفوه به إلا زنديق أو مجنون، وصار من أنكره وعاداه وجد في التحذير منه والنهي عنه هو الفقيه العالم.

5)   الأصل الخامس: بيان الله سبحانه للأولياء، وتفريقه بينهم وبين المتشبهين بهم من أعدائه المنافقين والفجار، ويكفي في هذا: آية من سورة آل عمران وهي قوله تعالى:             (آل عمران: ٣١ ) الآية،

والآية التي في المائدة وهي قوله تعالى:    (المائدة: ٥٤). الآية،

وآية في سورة يونس وهي قوله تعالى: ( يونس: ٦٢ - ٦٣ )،

ثم صار الأمر عند أكثر من يدعي العلم وأنه من هداة الخلق وحفاظ الشرع إلى أن الأولياء لا بد فيهم من ترك اتباع الرسول ومن اتبعه فليس منهم ولا بد من ترك الجهاد فمن جاهد فليس منهم، ولا بد من ترك الإيمان والتقوى فمن تقيد بالإيمان والتقوى فليس منهم

يا ربنا نسألك العفو والعافية إنك سميع الدعاء.

6)   الأصل السادس: رد الشبهة التي وضعها الشيطان في ترك القرآن والسنة واتباع الآراء والأهواء المتفرقة المختلفة، وهي أن القرآن والسنة لا يعرفهما إلا المجتهد المطلق،

والمجتهد هو الموصوف بكذا وكذا؛  أوصافاً لعلها لا توجد تامة في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فإن لم يكن الإنسان كذلك فليعرض عنهما فرضاً حتماً لا شك ولا إشكال فيه، ومن طلب الهدى منهما فهو إما زنديق، وإما مجنون لأجل صعوبة فهمهما.

فسبحان الله وبحمده كم بين الله سبحانه شرعاً وقدراً، خلقاً وأمراً في رد هذه الشبهة الملعونة من وجوه شتى بلغت إلى حد الضروريات العامة        (الأعراف: ١٨٧     إلى قوله      (يس: 7-١١ )

آخره والحمد لله رب العالمين

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله

وصحبه وسلم تسليماً

كثيراً إلى يوم

الدين.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق